فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ونقل عن بعضهم أن أصل ذلك من القناع وهو ما يغطى به الرأس فقنع بالكسر لبس القناع ساترًا لفقره كقولهم: خفي إذا لبس الخفاء وقنع إذا رفع قناعه كاشفًا لفقره بالسؤال نحو خفي إذا رفع الخفاء، وأيد كون القانع بمعنى الراضي بقراءة أبي رجاء {القانع} بوزن الحذر بناءً على أنه لم يرد بمعنى السائل بخلاف القانع فإنه ورد بالمعنيين والأصل توافق القراءات، وعن مجاهد {القانع} الجار وإن كان غنيًّا وأخرج ابن أبي شيبة عنه وعن ابن جبير أن القانع أهل مكة والمعتر سائر الناس، وقيل: المعتر الصديق الزائر، والذي اختاره من هذه الأقوال أولها.
وقرأ الحسن {والمعترى} اسم فاعل من اعترى وهو واعتر بمعنى.
وقرأ عمرو، وإسماعيل كما نقل ابن خالويه {المعتر} بكسر الراء بدون ياء، وروى ذلك المقري عن ابن عباس، وجاء ذلك أيضًا عن أبي رجاء وحذفت الياء تخفيفًا منه واستغناءً بالكسرة عنها.
واستدل بالآية على أن الهدى يقسم أثلاثًا ثلث لصاحبه وثلث للقانع والمعتر ثلثًا والبائس الفقير ثلثًا وأهلي ثلثًا وفي القلب من صحته شيء.
وقال ابن المسيب: ليس لصاحب الهدى منه إلا الربع وكأنه عد القانع والمعتر والبائس الفقير ثلاثة وهو كما ترى، قال ابن عطية: وهذا كله على جهة الاستحسان لا الفرض، وكأنه أراد بالاستحسان الندب فيكون قد حمل كلا الأمرين في الآية على الندب.
وفي التيسير أمر {وَفَرْشًا كُلُواْ} للإباحة ولو لم يأكل جاز وأمر {أطعموا} للندب ولو صرفه كله لنفسه لم يضمن شيئًا، وهذا في كل هدى نسك ليس بكفارة وكذا الأضحية، وأما الكفارة فعليه التصدق بجميعها فما أكله أو أهداه لغنى ضمنه.
وفي الهداية يستحب له أن يأكل من هدى التطوع والمتعة والقران وكذا يستحب أن يتصدق على الوجه الذي عرف في الضحايا وهو قول بنحو ما يقتضيه كلام ابن عطية في كلا الأمرين.
وأباح مالك الأكل من الهدى الواجب الأجزاء الصيد والأذى والنذر، وأباحه أحمد إلا من جزاء الصيد والنذر، وعند الحسن الأكل من جميع ذلك مباح وتحقيق ذلك في كتب الفقه {قال كذلك} أي مثل ذلك التسخير البديع المفهوم من قوله تعالى: {صَوَافَّ} {سخرناها لَكُمْ} مع كمال عظمها ونهاية قوتها فلا تستعصى عليكم حتى إنكم تأخذونها منقادة فتعقلونها وتحبسونها صافة قوائمها ثم تطعنون في لباتها ولولا تسخير الله تعالى لم تطق ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش التي هي أصغر منها جرمًا وأقل قوة وكفى ما يتأبد من الإبل شاهدًا وعبرة.
وقال ابن عطية: كما أمرناكم فيها بهذا كله سخرناها لكم ولا يخفى بعده {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي لتشكروا أنعامنا عليكم بالتقرب والإخلاص.
{لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا} أي لن يصيب رضا الله تعالى اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المهراقة بالنحر من حيث أنها لحوم ودماء {ولَكِن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ} ولَكِن يصيبه ما يصحب ذلك من تقوى قلوبكم التي تدعوكم إلى تعظيمه تعالى والتقرب له سبحانه والإخلاص له عز وجل.
وقال مجاهد: أراد المسلمون أن يفعلوا فعل المشركين من الذبح وتشريح اللحم ونصبه حول الكعبة ونضحها بالدماء تعظيمًا لها وتقربًا إليه تعالى فنزلت هذه الآية، وروي نحوه عن ابن عباس وغيره.
وقرأ يعقوب، وجماعة {لَن تَنَالُواْ ولَكِن تَنَالُهُ} بالتاء، وقرأ أبو جعفر الأول بالتاء والثاني بالياء آخر الحروف، وعن يحيى بن يعمر، والجحدري أنهما قرأا بعكس ذلك.
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {لَن يَنَالَ ولَكِن يَنَالُهُ} بالبناء لما يسم فاعله في الموضعين {ولحومها ولا دماءها} بالنصب {يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ} كرره سبحانه تذكيرًا للنعمة وتعليلًا له بقوله تعالى: {لِتُكَبّرُواْ الله} أي لتعرفوا عظمته تعالى باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره عز وجل فتوحدوه بالكبرياء، وقيل: أي لتقولوا الله أكبر عند الإحلال أو الذبح {على مَا هدَاكُمْ} أي على هدايته وإرشاده إياكم إلى طريق تسخيرها وكيفية التقرب بها، فما مصدرية، وجوز أن تكون موصوفة وأن تكون موصولة والعائد محذوف، ولابد أن يعتبر منصوبًا عند من يشترط في حذف العائد المجرور أن يكون مجرورًا بمثل ما جر به الموصول لفظًا ومعنى ومتعلقًا، و{على} متعلقة بتكبروا لتضمنه معنى الشكر أو الحمد كأنه قيل: لتكبروه تعالى شاكرين أو حامدين على ما هداكم، وقال بعضهم: على بمعنى اللام التعليلية ولا حاجة إلى اعتبار التضمين، ويؤيد ذلك قول الداعي على الصفا: الله أكبر على ما هدانا والحمد لله تعالى على ما أولانا، ولا يخفى أن لعدم اعتبار التضمين هنا وجهًا ليس فيما نحن فيه فافهم {وَبَشّرِ المحسنين} أي المخلصين في كل ما يأتون ويذرون في أمور دينهم.
وعن ابن عباس هم الموحدون. اهـ.

.قال الشوكاني:

{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}.
قرأ ابن أبي إسحاق: {والبدن} بضم الباء والدال، وقرأ الباقون بإسكان الدال وهما لغتان، وهذا الاسم خاص بالإبل.
وسميت بدنة؛ لأنها تبدن، والبدانة: السمن.
وقال أبو حنيفة ومالك: إنه يطلق على غير الإبل، والأوّل أولى لما سيأتي من الأوصاف التي هي ظاهرة في الإبل، ولما تفيده كتب اللغة من اختصاص هذا الاسم بالإبل.
وقال ابن كثير في تفسيره: واختلفوا في صحة إطلاق البدنة على البقرة على قولين: أصحهما أنه يطلق عليها ذلك شرعًا كما صح في الحديث {جعلناها لَكُمْ} وهي ما تقدّم بيانه قريبًا {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} أي منافع دينية ودنيوية كما تقدّم {فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا} أي على نحرها ومعنى {صَوَافَّ} أنها قائمة قد صفت قوائمها، لأنها تنحر قائمة معقولة.
وأصل هذا الوصف في الخيل يقال: صفن الفرس فهو صافن إذا قام على ثلاث قوائم وثنى الرابعة.
وقرأ الحسن والأعرج ومجاهد وزيد بن أسلم وأبو موسى الأشعري: {صوافي} أي خوالص لله لا تشركون به في التسمية على نحرها أحدًا، وواحد صوافّ صافة، وهي قراءة الجمهور.
وواحد صوافي صافية، وقرأ ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأبو جعفر ومحمد بن علي: {صوافن} بالنون جمع صافنة.
والصافنة هي التي قد رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب، ومنه قوله تعالى: {الصافنات الجياد} [ص: 31]، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
تركنا الخيل عاكفة عليه ** مقلدة أعنتها صفونا

وقال الآخر:
ألف الصفون فما يزال كأنه ** مما يقوم على الثلاث كسيرا

{فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} الوجوب: السقوط، أي فإذا سقطت بعد نحرها، وذلك عند خروج روحها {فَكُلُواْ مِنْهَا} ذهب الجمهور أن هذا الأمر للندب {وَأَطْعِمُواْ القانع والمعتر} هذا الأمر قيل: هو للندب كالأوّل، وبه قال مجاهد والنخعي وابن جرير وابن سريج.
وقال الشافعي وجماعة: هو للوجوب.
واختلف في القانع من هو؟ فقيل: هو السائل، يقال: قنع الرجل بفتح النون يقنع بكسرها إذا سأل، ومنه قول الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني ** مفاقره أعفّ من القنوع

أي السؤال، وقيل: هو المتعفف عن السؤال المستغني ببلغة، ذكر معناه الخليل.
قال ابن السكيت: من العرب من ذكر القنوع بمعنى القناعة، وهي الرضا والتعفف وترك المسألة.
وبالأوّل قال زيد بن أسلم وابنه وسعيد بن جبير والحسن، وروي عن ابن عباس.
وبالثاني قال عكرمة وقتادة.
وأما المعترّ، فقال محمد بن كعب القرظي ومجاهد وإبراهيم والكلبي والحسن: أنه الذي يتعرّض من غير سؤال.
وقيل: هو الذي ويسألك.
وقال مالك: أحسن ما سمعت أن {القانع} الفقير، {والمعترّ} الزائر.
وروي عن ابن عباس: أن كليهما الذي لا يسأل، ولَكِن القانع الذي يرضى بما عنده ولا يسأل، والمعترّ الذي يتعرّض لك ولا يسألك.
وقرأ الحسن: {والمعترّى} ومعناه كمعنى المعترّ ومنه قول زهير:
على مكثريهم رزق من يعتريهم ** وعند المقلين السماحة والبذل

يقال: اعترّه واعتراه وعرّه وعراه: إذا تعرّض لما عنده أو طلبه، ذكره النحاس {كذلك سخرناها لَكُمْ} أي مثل ذلك التسخير البديع سخرناها لكم، فصارت تنقاد لكم إلى مواضع نحرها فتنحرونها.
وتنتفعون بها بعد أن كانت مسخرة للحمل عليها والركوب على ظهرها والحلب لها ونحو ذلك {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} هذه النعمة التي أنعم الله بها عليكم.
{لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا} أي لن يصعد إليه ولا يبلغ رضاه ولا يقع موقع القبول منه لحوم هذه الإبل التي تتصدّقون بها ولا دماؤها التي تنصب عند نحرها من حيث إنها لحوم ودماء {ولَكِن يَنَالُهُ} أي يبلغ إليه تقوى قلوبكم، ويصل إليه إخلاصكم له وأرادتكم بذلك وجهه، فإن ذلك هو الذي يقبله الله ويجازي عليه.
وقيل: المراد: أصحاب اللحوم والدماء، أي: لن يرضى المضحون والمتقرّبون إلى ربهم باللحوم والدماء، ولَكِن بالتقوى.
قال الزجاج: أعلم الله أن الذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به، وحقيقة معنى هذا الكلام تعود إلى القبول، وذلك أن ما يقبله الإنسان يقال: قد ناله ووصل إليه، فخاطب الله الخلق كعادتهم في مخاطبتهم {كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ} كرّر هذا للتذكير، ومعنى {لِتُكَبّرُواْ الله على مَا هدَاكُمْ} هو قول الناحر: الله أكبر عند النحر، فذكر في الآية الأولى الأمر بذكر اسم الله عليها.
وذكر هنا التكبير. للدلالة على مشروعية الجمع بين التسمية والتكبير.
وقيل: المراد بالتكبير: وصفه سبحانه بما يدلّ على الكبرياء، ومعنى {على مَا هدَاكُمْ}: على ما أرشدكم إليه من علمكم بكيفية التقرّب بها، وما مصدرية، أو موصولة {وَبَشّرِ المحسنين} قيل: المراد بهم: المخلصون.
وقيل: الموحدون.
والظاهر أن المراد بهم: كل من يصدر منه من الخير ما يصح به إطلاق اسم المحسن عليه.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر قال: لا نعلم البدن إلا من الإبل والبقر.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: البدن ذات الجوف.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: ليس البدن إلا من الإبل.
وأخرجوا عن الحكم نحوه.
وأخرجوا عن عطاء نحو ما قال ابن عمر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن، سعيد بن المسيب نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن نحوه أيضًا.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن يعقوب الرباحي عن أبيه قال: أوصى إلى رجل، وأوصى ببدنة، فأتيت ابن عباس فقلت له: إن رجلًا أوصى إلى وأوصى ببدنة، فهل تجزئ عني بقرة؟ قال: نعم، ثم قال: ممن صاحبكم؟ فقلت: من بني رباح، فقال: ومتى اقتنى بنو رباح البقر إلى الإبل؟ وهم صاحبكم، إنما البقر للأسد وعبد القيس.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في الأضاحي، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه عن أبي ظبيان قال: سألت ابن عباس عن قوله: {فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا صَوَافَّ} قال: إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها على ثلاث قوائم معقولة، ثم قل: بسم الله والله أكبر.
وأخرج الفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {صَوَافَّ} قال: قيامًا معقولة، وفي الصحيحين وغيرهما عنه أنه رأى رجلًا قد أناخ بدنته وهو ينحرها، فقال: ابعثها قيامًا مقيدة سنّة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبو عبيدة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال: في قراءة ابن مسعود: {صوافن} يعني: قيامًا.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {فَإِذَا وَجَبَتْ} قال: سقطت على جنبها.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: نحرت.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضًا قال: {القانع}: المتعفف {والمعتر}: السائل.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال: القانع الذي يقنع بما آتيته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القانع: الذي يقنع بما أوتي، والمعترّ: الذي يعترض.
وأخرج عنه أيضًا قال: القانع الذي يجلس في بيته.
وأخرج عبد بن حميد، والبيهقي في سننه عنه، أنه سئل عن هذه الآية، فقال: أما القانع: فالقانع بما أرسلت إليه في بيته، والمعترّ: الذي يعتريك.
وأخرج ابن المنذر عنه أيضًا قال: {القانع} الذي يسأل، و{المعترّ} الذي يتعرض، ولا يسأل.
وقد روي عن التابعين في تفسير هذه الآية أقوال مختلفة، والمرجع المعنى اللغوي لاسيما مع الاختلاف بين الصحابة ومن بعدهم في تفسير ذلك.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء فينضحون بها نحو الكعبة، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله: {لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج نحوه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}.
عطف على جملة {ولكل أمة جعلنا منسكًا} [الحج: 34] أي جعلنا منسكًا للقربان والهدايا، وجعلنا البدن التي تُهدى ويتقرب بها شعائرَ من شعائر الله.
والمعنى: أنّ الله أمر بقربان البُدْن في الحجّ من عهد إبراهيم عليه السلام وجعلها جزاء عما يترخص فيه من أعمال الحجّ.
وأمر بالتطوع بها فوعد عليها بالثواب الجزيل فنالت بذلك الجَعل الإلهي يُمنًا وبركة وحرمة ألحقتها بشعائر الله، وامتن بذلك على الناس بما اقتضته كلمة {لكم}.
والبدن: جمع بَدنَة بالتحريك، وهي البعير العظيم البَدن.
وهو اسم مأخوذ من البَدانة، وهي عِظم الجثّة والسمن، وفعله ككرم ونصر، وليست زنة بدنة وصفًا ولَكِنها اسم مأخوذ من مادة الوصف، وجمعه بُدْن.
وقياس هذا الجمع أن يكون مضموم الدال مثل خُشُب جمع خشبة، وثُمرُ جمع ثَمرة، فتسكين الدال تخفيف شائع، وغلب اسم البدنة على البعير المعيّن للهدي.